**تقرير عن "خان القاضي"**
**مقدمة**:
يقع "خان القاضي" في قلب سوق البلد في محافظة الطائف، وهو مبنى تاريخي يعود عمره لأكثر من مئة عام. كان يتكون من أربعة طوابق، لكل طابق وظيفة محددة في الماضي، مما يجعله شاهدًا على تاريخ المنطقة وتراثها.
**تاريخ المبنى**:
- **الطابق الأرضي**: كان إسطبلًا للخيول الخاصة بالقضاة والشرطة والضباط. تحوّل لاحقًا إلى سوق شعبي، وأصبح يحتوي على محلات صغيرة تجارية.
- **الطابق الأول**: كان قسمًا للشرطة، حيث كانت تُدار شؤون الأمن في المنطقة.
- **الطابق الثاني**: كان محكمة، حيث كانت تُنظر القضايا وتُحل النزاعات.
- **الطابق الثالث**: كان سجنًا عامًا،
**أسماء الممر وتاريخها**:
عُرف هذا الممر بعدة أسماء عبر التاريخ، مما يعكس تنوع استخداماته وأهميته الثقافية والاقتصادية. من بين هذه الأسماء:
- **شارع البخارية**: نسبة إلى تجار البخارية الذين كانوا يعملون في المنطقة.
- **سوق الملابس**: بسبب اشتهاره ببيع الملابس التقليدية، خاصة الزي السعودي.
- **خان القاضي**: وهو الاسم الأكثر شهرة،
**الوصف المعماري**:
تم بناء "خان القاضي" باستخدام مواد بناء تقليدية، حيث استُخدم الحجر في تشييد الجدران والأعمدة، بينما استُخدم الخشب في صناعة الأسقف والأبواب والنوافذ. هذا المزيج من الحجر والخشب أعطى المبنى طابعًا عمرانيًا مميزًا، يعكس فنون البناء التقليدية في تلك الفترة.
**دور السوق الاقتصادي والثقافي**:
يُعتبر "خان القاضي" من أقدم الأسواق في المنطقة، وتميز ببيع الملابس الرجالية التقليدية، خاصة الزي السعودي الذي كان يُقبل عليه السكان والزوار. كما كان السوق مقصدًا للحجاج في الماضي، حيث كانوا يشترون الهدايا لأحبائهم أثناء عودتهم إلى ديارهم بعد أداء مناسك الحج. هذا الدور جعل السوق مركزًا تجاريًا وثقافيًا مهمًا، يعكس تراث المنطقة وتاريخها.
**معالم السوق التراثية**:
يضم "خان القاضي" معلمًا تراثيًا بارزًا، وهو **براد ماء السبيل*ويعتبر هي الأقدم * الواقع في الجهة الجنوبية من السوق. كان هذا البراد في الماضي عبارة عن **زير ماء سبيل** تقليدي، حيث كان يُستخدم لتوفير المياه العذبة للزوار والتجار. ومع مرور الوقت، تم تطويره ليصبح برادًا كهربائيًا حديثًا، مع الحفاظ على روحه التراثية. يشرف على هذا البراد شخصيًا الأستاذ **هاني القاضي**، الذي يُعتبر أحد أبرز المهتمين بالحفاظ على تراث السوق.
**التغيرات**:
قبل حوالي 30 سنة، تم هدم الأدوار العلوية بسبب عدم قدرة المبنى على تحمل التآكل الزمني، ولم يبقَ سوى الطابق الأرضي الذي تحوّل إلى سوق شعبي يزخر بالحركة التجارية.
**الشخصيات المعروفة التي عملت في السوق**:
من بين الشخصيات التي عملت ومرت على "خان القاضي" خلال الأربعين عامًا الماضية:
- **فريد الإنديجاني**: تاجر معروف ساهم في تنشيط الحركة التجارية في السوق.
- **عبد الواحد عبد الحفيظ (رحمه الله)**: شخصية اجتماعية مؤثرة، عُرف بحكمته ومساهمته في حل النزاعات.
- **محمد وارث (أبو عباس)**: تاجر شهير، اشتهر بلقبه "أبو عباس" وكان له دور بارز في تطوير السوق.
- **إكرام الإنديجاني**: شخصية معروفة ساهمت في الحفاظ على التراث المحلي
- **نعمان (رحمه الله)**: تاجر قديم عُرف بأمانته وحسن تعامله.
- **محمد شاه أبو عمر**: تاجر معروف ساهم في تطوير السوق وجذب الزوار.
- **محمد صديق أبو وليد**: شخصية اجتماعية وتجارية بارزة، عُرف بتفانيه في خدمة المجتمع.
**الخاتمة**:
"خان القاضي" يظل شاهدًا على التاريخ والتراث، وما زال يحتفظ بطابعه القديم رغم التغيرات. يُعتبر اليوم رمزًا من رموز التراث العمراني في الطائف، ويُشكّل وجهةً مهمةً للزوار الذين يرغبون في استكشاف تاريخ المدينة العريق. يُذكرنا بأهمية الحفاظ على المباني التاريخية كجزء من هويتنا الثقافية.
---
هذا التقرير يعكس بشكل شامل تاريخ "خان القاضي" وأهميته الثقافية والاقتصادية، مع تسليط الضوء على الشخصيات التي ساهمت في تشكيل هويته.
*الروايات الشفهية**: جمع شهادات من كبار السن الذين عاصروا تلك الحقبة،.